سلسلة شعب الإيمان

الخصلة الأولى

الصحبة والجماعة

الشعبة السابعة

الزواج بآدابه الإسلامية وحقوقه

قواعد منهاجية  

الاستقرار الاجتماعي بالزواج، والإنجاب، وحمل مسؤولية بيت، من أهم ما يعين على ترشيد الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله يخاطب الشباب :" يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فانه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".

للإسلام سنن في اختيار الزوجة ذات الدين، واختيار الأزواج من ذوي الدين والخلق.

فلا حاجة لالتماس نشر الدعوة بتزويج المؤمنين والمؤمنات ممن ترجي توبتهم. فإنها مضيعة لمستقبل شبابنا. لنركز اهتمامنا على تأسيس مجتمع طاهر بتخصيص الطيبين للطيبات والسعي في تقريب فئات الإسلاميين بالزواج.

ولتكن أعراسنا مناسبة للدعوة وقرض سنن الإسلام في إقامتها. ولابد في هذا من مصانعة الأسرة وتلينها عن المهور الغالية، والتكاثر في النفقة، والغلو في اقتناء الأثاث، وقصم ظهر الخاطب بالشروط.

ثم ليتق الله شبابنا وشوابنا أن يقيموا أمر الله في عشرة الزواج. فإن الطباع قد تتنافر حتى بين المؤمنين والمؤمنات. وليست تظهر آثار التربية والدعوة في رخاء الأسرة التربوية والتنظيم الحركي المتآلف إنما يظهر في تخلق الزوجين المؤمنين أو في صبرهما على ما يبدر من حدة. لا سيما في أوائل العشرة.      المنهاج النبوي ص:141 - 142

الأستاذ عبد السلام ياسين

الأستاذ بن سالم باهشام

 بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه

أيها الأحباب الكرام، يا شباب الفتوة والاقتحام، يعرف بلدنا هذه الأيام تساقطات مطرية غزيرة تتم الاستفادة منها أكثر عن طريق السدود، فبدل أن تبقى سيلا عارما تدمر كل شيء أتت عليه، أصبحت تدخر للسقي ولصناعة الكهرباء، هذه ظاهرة كونية تشبهها ظاهرة بشرية، ألا وهي قوة الشباب الذي يمثل في بلدنا نسبة كبيرة.

الشباب الذي جعل الله فيه قوة شهوانية عظيمة، فكيف تقننها حتى تفيد الشخص نفسه، وتفيد الأمة كما استفيد من الأمطار عن طريق السدود؟ إن السد الذي جعله الإسلام للاستفادة من هذه الشهوة القوية هو الزواج، إذ يسر طرقه، وسد كل أبواب الزنا، إن بالزواج يصبح الشاب عضوا فعالا بدل أن يكون مخربا، وبالزواج يكون مقدرا للمسؤولية الملقاة على عاتقه، وبدونه تجده عاطلا وعالة على غيره.

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله أن رسول الله r قال:-وهو يخاطب الشباب أوتاد الأمة- ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

إن السد الذي يدخر فيه ماء المطر قصد الإفادة، إن لم يكن محكم البناء فسيصبح مضرا. وهكذا سد الزواج إن لم يلتزم فيه الشخص بسنن الزواج في اختيار الزوج والزوجة فسيصبح معضلة كذلك يزداد إلى مشاكل الأمة مثلا في غياب السكن  النفسي والرحمة والمودة المتبادلة بين الزوجين في البيت.

وبهذا تعرقل مهام المتزوجين في بلدهم نتيجة فشلهم في حياتهم الزوجية.

أيها الأحباب الكرام يا شباب الفتوة والاقتحام، اعلموا أن الزواج في الإسلام لا يقتصر على دار الدنيا بل يستمر إلى الدار الآخرة فإما أن يكون الزوجان من أصحاب النعيم، قال تعالى في سورة يس: ]إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون[ ، وإما أن يكونا من أصحاب الجحيم مصداقا لقوله تعالى في سورة الصافات : ] احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم[ الآية ….

أيها الأحباب الكرام، إن كل مخالفة لسنن الإسلام في اختيار الزوجين تؤدى عنها ذعيرة فطرية وهي الفشل في الحياة الزوجية. فكم من شخص ندم على الزواج، وكم من امرأة ندمت على الزواج وفضلوا العزوبة أتدرون لماذا؟ إن الخطأ ليس في الزواج. الفاشلون في الزواج يشبهون الزواج بالحمام، الداخل فيه يتمنى الخروج منه، ومن بخارجه يتمنى دخوله.

وإنما الخلل في الإعراض عن هدي الإسلام الذي يشترط على الفتاة أن تختار صاحب الدين والخلق الحسن، يقول r : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). لقد أعرضنا عن هذا المقياس الرباني السليم فأصبح المقبول من الرجال هو صاحب المنصب
أو صاحب المال…

وعلى هذا المقياس يتم الزواج، وكل زواج بني على هذا الأساس إلا وتجد فيه الزوج في غالب الأحيان خائنا لزوجته هاجرا لها. بل قد يضربها لأنه لا دين له ولا خلق، فكيف يتقي الله فيها؟ !وإذا ما وجدت المرأة صابرة على تلك المعيشة فلكونها تراعي أخف الضررين، ضرر الوضعية التي تعيشها، وضرر الطلاق.

وبالمقابل لهذا تجد الرجل ينخدع بالجمال والحسب والنسب والمال، فيعرض عن ذات الدين رغم أن الرسول r يقول: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) بل منهم من يجتهد ويخطئ في اجتهاده فيحث على الإقبال على غير ذات الدين التماسا لنشر الدعوة بتزويج المؤمنين والمؤمنات ممن ترجى توبتهم، فإذا بهم يجدون أنفسهم في مضيعة للوقت لمستقبل شبابنا. أيها الأحباب الكرام، إن الإسلام قد سحم القول في هذا الأمر فركز اهتمامه على تأسيس مجتمع طاهر بتخصيص الطيبين للطيبات فقال سبحانه وتعالى في سورة النور: ] الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم  [  الآية 26.

إن من سنن الله في الكون وعدله سبحانه والذي ركبه في الفطرة البشرية وحققه في واقع الناس، هو أن تلتئم النفس الخبيثة بالنفس الخبيثة، وأن تمتزج النفس الطيبة بالنفس الطيبة، وعلى هذا تقوم العلاقات بين الأزواج، هذا ما يتعلق باختيار الزوجة أو الزوج. وبعدها تأتي المعاشرة بين الزوجين والتي يجب أن يقام فيها أمر الله، فإن الطباع قد تتنافر حتى بين المؤمنين والمؤمنات.

الصفحة الرئيسية