مراحل السلم التعليمي الذي سلكه علماؤنا الأوائل
المرحلة الأولى: اختيار متن من متون المذهب الواضحة الميسرة التي تسلم من التعقيدات اللفظية، ومحاولة قراءتها على يد خبير بها لأن العلم يؤخذ من أفواه العلماء لا من بطون الكتب، وتدارسها وحفظها إن أمكن. وما هذه المتون التي درج المتعلمون على تلقيها إلا خلاصة النصوص القرآنية والحديثية، استخرجت بالاستنباط والاستدلال والتفريع، ثم صيغت بلغة علمية فقهية دقيقة، ولخصت المسائل والأحكام الشرعية. ما يستفيده المتعلم في هذه المرحلة: 1-تكوين نظرة عامة في وقت وجيز على ما يصحح به المتعلم عبادته . 2-اكتساب اللغة الفقهية، لأن المتون صيغت بلغة علمية فقهية راقية. 3-تحسن لغة المتعلم أكثر، وتطورها في المجال الفقهي. 4-يحسب المتعلم لكل كلمة حسابها، ولا يتكلم بحشو ولا تكرار لكونه أصبح يدرك أن كل كلمة يضعها الفقهاء في متونهم إلا وتدل على مسألة أو حكم في الغالب.
المرحلة الثانية: يصل المتعلم إلى هذه المرحلة عندما تبدأ ملكته الفقهية تنشأ بعد اعتياده، وتبدأ لغته تنطبع بطابعها، ويكتسب الدربة على فهم بعض ما في النصوص الشرعية "الكتاب والسنة" من أحكام ظاهرة أو خفية، ويدرك أنواع الدلالات وطرق الاستنباط. عندما تتحقق له هذه الأمور يرتقي إلى المرحلة الثانية وهي عدم أخذ المسائل الفقهية إلا بأدلتها وهذه الدرجة تأتي بعد درجة المبتدئ.
ما يستفيده المتعلم من هذه المرحلة
1ـ القدرة على تعضيد كل مسألة بدليلها 2ـ يكون بصيرا بأقوال المذاهب 3- يكون بصيرا بنقاط الضعف في المذهب . 1- المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يصبح المتعلم قادرا على الترجيح بين أنواع الدلالات. إذ هناك مسائل في كل مذهب يكون قول المذهب الذي يدرسه المتعلم في المسألة ضعيفا مرجوحا أمام الأقوال الأخرى، وغالبا ما تكون هذه المسائل معروفة مشهورة لدى أهل العلم، وتكون معروفة للمتفقه أيضا. وفي هذه المرحلة على المتعلم ألا يجمد على المذهب في المسألة، بل يتبع الدليل الواضح الدلالة، وهذا التصرف منه لا ينافي تمذهبه، أي أن اختيار القول الذي يعضده الدليل، لا ينقص تمذهبه ولو كان مخالفا له، بشرط أن يكون ذلك على بصيرة وفقه.
|
|